خدمات أخرى

علاج أورام الثدي باستخدام الأشعة التداخلية
تُعد أورام الثدي من أكثر الأورام شيوعًا بين النساء حول العالم، وتشكل تحديًا كبيرًا للرعاية الصحية، حيث يتم تشخيص ما يزيد عن مليوني سيدة بسرطان الثدي في كل عام، يؤدي هذا السرطان لوفاة ما يزيد عن نصف مليون سيدة سنوياً.
سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعاً عند السيدات في العالم عموماً، وهو السبب الرئيسي الثاني للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية في الأردن، كما يُعتبر ثالث مسبب للوفاة بين مختلف أنواع السرطان بعد سرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم.
لماذا يحدث سرطان الثدي؟
يحدث سرطان الثدي بشكل رئيسي عند النساء، لكنه قد يُصيب الرجال بنسبة لا تتجاوز 0.5 – 1%. وفي حين أن سبب الإصابة المباشر ما زال غير محدداً بدقة، لكن هناك العديد من العوامل المعروفة التي تزيد من احتمال حدوث هذه الإصابة ومنها
التقدّم بالعمر لذا ينصح الأطباء بإجراء فحص الماموغرام بشكل روتيني بعد سن الخامسة والثلاثين.
البدانة.
وجود إصابات لدى قريبات من الدرجة الأولى (أم – أخت).
حدوث حمل مكتمل المدة لأول مرة بعد سن 30.
عدم وجود أيّ نشاط بدني.
وجود تاريخ للإصابة بسرطان المبيض أو الرحم.
التعرّض السابق للعلاج الإشعاعي في الصدر.
بعض الطفرات الجينية وبخاصة الطفرات BRCA1، وBRCA2.
التدخين.
إنّ وجود واحد أو أكثر من هذه العوامل لا يعني أن الإصابة بسرطان الثدي حتمية، بالمقابل غياب هذه العوامل لا يعني أن السيدة محمية ومحصنة ضد سرطان الثدي، فما يقرب من نصف حالات سرطان الثدي تتطور لدى النساء اللاتي ليس لديهن أي واحد من العوامل السابقة... لذا يبقى الالتزام بالفحص الدوري الذاتي والفحص الروتيني للكشف المبكر عن سرطان الثدي هو الطريقة الأفضل لكشف الحالات باكراً وعلاجها بفعالية.
ما هي أعراض سرطان الثدي؟
أي تغير في شكل أو حجم الثدي أو وجود كتل غريبة فيه هو أمر مشبوه ويجب التعامل معه بجدية تامة. تشمل أشيع الأعراض ما يلي:
كتلة في الثدي: غالبًا ما تكون هذه الكتلة ثابتة وغير مؤلمة.
تغير في حجم أو شكل الثدي.
إفرازات غير طبيعية من الحلمة قد تكون إفرازات دموية أو صفراء أو شفافة (بغياب الحمل والإرضاع).
احمرار أو تقشر الجلد حول الحلمة: قد يظهر احمرار أو تقشر في الجلد حول الحلمة، وقد يشبه ذلك قشرة البرتقال.
غؤور الحلمة وانكماشها.
تغير في مظهر الجلد وظهور تجاعيد أو حفر في جلد الثدي.
ألم في الإبط أو الترقوة أو تورم في العقد اللمفاوية الموجودة هناك.
وجود هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان، فهناك عشرات الأسباب الأخرى التي قد تؤدي لظهور أي من هذه الأعراض... لكن هذه الأعراض تستوجب بالتأكيد إجراء استشارة طبية عاجلة والمتابعة بالفحوصات التي قد تشمل إضافة للفحص السريري، وتصوير الماموجرام، والتصوير بالأمواج فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي، كما يتطلب وضع التشخيص الدقيق إجراء خزعة من الورم أو من العقد اللمفاوية المجاورة.
في الحالات المعقدة والصعبة، حيث يكون الورم منتشراً يتطلب تحديد مدى الانتشار إجراءات قد تشمل التصوير المقطعي ومسح العظام والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan) الذي يكون مفيداً لتحديد المرحلة بدقّة في الحالات المعقّدة.
كيف يمكن علاج سرطان الثدي؟
يلجأ الأطباء لعلاج سرطان الثدي للجراحة لاستئصال الورم والأنسجة المحيطة به، وقد تشمل الجراحة استئصال الثدي بالكامل وغالباً ما تتبع الجراحة علاجات إضافية مثل العلاج الكيماوي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني والعلاج الحيوي.
مؤخراً، ومنذ عدة سنوات برزت الأشعة التداخلية Interventional Radiology كأحد الخيارات المتقدمة في علاج أورام الثدي، حيث تُمثل الأشعة التداخلية تقنية علاجية متقدمة تستخدم تقنيات التصوير الطبية المتطورة للعلاج بأقل تداخل جراحي ممكن.
ما هي الأشعة التداخلية Interventional Radiology؟
الأشعة التداخلية هي تقنية طبية تستخدم أجهزة تصوير مثل الموجات فوق الصوتية، والأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي لتوجيه الإجراءات الطبية الدقيقة لعلاج الأورام. تعتمد هذه التقنية على توجيه أدوات صغيرة داخل الجسم لعلاج الأورام بطرق متعددة مثل الترددات الراديوية، والليزر، والتجميد (العلاج بالتبريد)، والموجات فوق الصوتية المركزة.
تُعتبر الأشعة التداخلية بديلاً للجراحة مع توغل أخف بكثير داخل الجسم، هذا يعني جروح أصغر، وألم أقل وبالتالي فترة نقاهة أقصر ومضاعفات أقل.
كيف يمكن تطبيق تقنيات الاستئصال بالتجميد في علاج أورام الثدي؟
يُعد الاستئصال بالتجميد طريقة فعالة في علاج أورام الثدي، حيث تُستخدم درجات حرارة شديدة الانخفاض لتجميد الخلايا السرطانية وتدميرها. يتم إدخال مسبار التجميد عبر الجلد إلى الورم بتوجيه من أجهزة التصوير. بعد ذلك، تُطبق درجات حرارة منخفضة جدًا تؤدي إلى تكوين بلورات ثلجية داخل الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى موتها.
متى يتم استخدام الاستئصال بالتجميد لعلاج أورام الثدي؟
تُستخدم تقنية الاستئصال بالتجميد لعلاج أورام الثدي في العديد من الحالات، وتشمل بعض أهمها:
علاج أورام الثدي الصغيرة: حيث تُعدّ تقنية الأشعة التداخلية خيارًا مثاليًا لعلاج الأورام الصغيرة بسبب دقتها العالية وفعاليتها في تدمير خلايا الورم دون التأثير على الأنسجة المجاورة.
علاج أورام الثدي في المراحل المبكرة: تُستخدم تقنية الأشعة التداخلية كبديل أو مكمّل للعلاج الجراحي لعلاج أورام الثدي في المراحل المبكرة، مما يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير.
علاج أورام الثدي لدى كبار السن أو المرضى ذوي الحالات الصحية المعقدة: تُعدّ تقنية الأشعة التداخلية خيارًا مناسبًا للمرضى الذين لا يُنصحون بالجراحة التقليدية بسبب الخطورة العالية للجراحة مثل مرضى القلب والكلى، حيث توفر هذه التقنية علاجًا فعالًا مع تقليل مخاطر المضاعفات.
علاج أورام الثدي المتكررة أو الناكسة: تُستخدم تقنية الأشعة التداخلية لعلاج أورام الثدي التي تعود بعد الجراحة، وتُعدّ بديلًا فعالًا للعلاج الإشعاعي الخارجي.
علاج أورام الثدي لدى المريضات اللواتي يرغبن في الحفاظ على الثدي وتجنب الجراحة لأسباب تجميلية/ نفسية
علاج أورام الثدي الالتهابية: تُستخدم تقنية الأشعة التداخلية لعلاج أورام الثدي الالتهابية، وهي أورام كبيرة تُسبب احمرارًا وتورمًا وألمًا في الثدي حيث تساعد هذه التقنية على تقليل حجم الورم والالتهاب قبل الجراحة.
علاج أورام الثدي لدى المرضى الذين يعانون من أمراض جلدية.
من المهم استشارة الطبيب المختص لتحديد ما إذا كانت هذه التقنية مناسبة لحالتك.
ما هي مزايا تقنية الاستئصال بالتجميد؟
تتمتع تقنيات الأشعة التداخلية بالعديد من المزايا التي تجعلها خيارًا ممتازاً لعلاج أورام الثدي، ومنها:
الدقة العالية:
بفضل استخدام تقنيات التصوير الطبي المتقدمة، يمكن للأطباء توجيه الأدوات بدقة عالية للوصول إلى الورم واستهدافه دون التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة.
تقليل المضاعفات:
كونها تقنيات غير جراحية أو قليلة التدخل، فإن الأشعة التداخلية تقلل من مخاطر العدوى والنزيف والتندب، مما يساهم في فترة نقاهة أقصر ويقلل من الألم.
فترة نقاهة قصيرة:
بالمقارنة مع العمليات الجراحية التقليدية، فإن المرضى الذين يخضعون لعلاج الأشعة التداخلية غالبًا ما يخرجون من المستشفى في نفس اليوم أو بعد فترة قصيرة، ويمكنهم استئناف أنشطتهم اليومية بسرعة أكبر.
فعالية عالية:
أثبتت العديد من الدراسات فعالية تقنيات الأشعة التداخلية في تقليل حجم الأورام والقضاء على الخلايا السرطانية، خاصةً في الحالات التي يكون فيها الورم محدوداً ولم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
تقنية آمنة:
تُعتبر تقينة الاستئصال بالتجميد من أكثر التقنيات أماناُ، لذا يمكن تكرارها عند الحاجة، كما إن إمكانية إجراؤها تحت التخدير الموضعي يسمح للأطباء بتطبيق هذه التقنية وتجنب مضاعفات وخطورة التخدير عند الأشخاص الذي قد يشكل التخدير العام خطورة على حياتهم
تُمثل الأشعة التداخلية تقدمًا كبيرًا في مجال علاج أورام الثدي، حيث توفر خيارات علاجية دقيقة وفعالة بأقل مضاعفات ممكنة. ومع استمرار التطور في هذا المجال، يمكن أن تساهم هذه التقنيات في تحسين نتائج العلاج وتقليل الآثار الجانبية للمرضى، مما يُعزز من جودة حياتهم وفرص شفائهم. ومع ذلك، يظل التكامل بين هذه التقنيات والعلاجات التقليدية ضروريًا لضمان أفضل النتائج الصحية الممكنة. يمكنك التواصل مع الطبيب الذي يتابع حالتك، أو الاتصال بفريق IR – Care Clinic لمعرفة المزيد حول هذه التقنيات وتحديد الخيار المناسب لك.