خدمات أخرى

استئصال العصب الفقري القاعدي باستخدام الأشعة التداخلية
تبدو كلمة استئصال العصب كلمة صعبة ومخيفة إلى حدٍ كبير لكن هذا الإجراء قد يكون ضرورياً في بعض الحالات مثل حالات الألم المزمن والذي لا يستجيب للعلاج التقليدي.
لكن للتوضيح، فمن الناحية التقنية لا يتم استئصال العصب -أي لا يتم إزالته جراحياً- بل يتم تدمير أنسجة العصب وهذا يشبه إلى حدِ ما ما يقوم به أطباء الأسنان أثناء إجراء سحب العصب في لب السن. لكن بالتأكيد استئصال العصب الفقري القاعدي هو إجراء أكثر صعوبة وتعقيداً وأكثر ندرة.
ما هو العصب الفقري القاعدي، ولماذا يُعتبر مصدراً للألم؟
العصب الفقري القاعدي (BASIVERTEBRAL NERVE) هو عصب صغير يمر عبر القناة الفقرية ضمن الفقرات، وهو مسؤول عن نقل المعلومات الحسية (الألم، اللمس، الضغط، الحرارة، البرودة) من نهايات الفقرات إلى الحبل الشوكي ومنه إلى الدماغ.
يعني "الألم الفقري" حرفياً الألم الذي يبدأ في فقراتك ويحدث عندما يكون هناك تلف في نهايات الفقرات. نهايات فقراتك هي حواجز وقائية تقع بين جسم الفقرات وأقراص العمود الفقري (المصنوعة من الغضاريف المبطنة المملوءة بالهلام).
قد يحدث تنكس أو تلف في نهايات الفقرات (التغييرات تكون واضحة بالتصوير بالرنين المغناطيسي)، تؤدي هذه النهايات التالفة إلى تهيج العصب الفقري القاعدي، والذي يرسل إشارات الألم إلى الدماغ؛ يسمى هذا النوع من الألم بالألم الفقري.
لماذا يُجرى استئصال العصب الفقري القاعدي؟
كما سبق وذكرنا فإن استئصال العصب ليس استئصالاً بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، وإنما هو عبارة عن تدمير خلايا العصب وأنسجته مما يُفقد العصب وظيفته في نقل الإحساس بالألم؛ يمكن أن يساعد هذا في تخفيف الألم المزمن (طويل الأمد). يمكن استخدام تقنيات استئصال العصب الفقري القاعدي لعلاج آلام أسفل الظهر المزمنة وآلام الرقبة والآلام في بعض المناطق الأخرى من الجسم عندما لا تكون العلاجات المحافظة مثل الأدوية أو الحقن أو العلاج الطبيعي فعالة بما فيه الكفاية.
كيف يمكن استئصال العصب القاعدي الفقري؟
استئصال العصب الفقري القاعدي أو عملية (Intracept) هي علاج طفيف التوغل للأشخاص الذين يعانون من آلام فقرية (نوع معين من آلام أسفل الظهر المزمنة).
تستخدم عملية Intracept طاقة الترددات الراديوية لتسخين نقطة ضيقة على العصب الفقري القاعدي، يؤدي ذلك إلى تعطيل إشارات الألم التي تنتقل من العمود الفقري إلى الدماغ، مما يقلل بشكل كبير من الآلام.
كيف يتم استئصال العصب الفقري القاعدي بالترددات الراديوية (BASIVERTEBRAL NERVE RADIOFREQUENCY ABLATION)؟
عملية استئصال العصب الفقري القاعدي بالترددات الراديوية هي إجراء خارجي طفيف التوغل يتم فيه الوصول إلى الجسم الفقري بتوجيه من التصوير الشعاعي الطبي من خلال شق صغير في الجلد، وسنذكر لكم الخطوات بشكل موجز ومبسط:
إعطاء مخدر موضعي لتخدير الأنسجة في المنطقة المستهدفة.
إعطاء جرعة واحدة من دواء مضاد حيوي من خلال خط الوريد لمنع حدوث العدوى في موقع الجراحة.
يتم عمل شق صغير (حوالي 0.5 سم) ثم يتم وضع قسطرة منحنية عبر الجسم الفقري بالقرب من جذع العصب الفقري القاعدي.
يتم وضع مسبار الترددات الراديوية من خلال القنية إلى المنطقة المحددة في الجسم الفقري حيث يقع العصب الفقري القاعدي.
يتم تسخين طرف مسبار الترددات الراديوية وتطبيقه على العصب لمدة تتراوح من 10 إلى 15 دقيقة؛ هذه الترددات الراديوية تقوم بتدمير الأنسجة المحددة مما يؤدي إلى تلف العصب ومنع انتقال الإشارات العصبية المسؤولة عن الألم.
يتم بعد ذلك إزالة الأدوات، ويتم إغلاق الشق باستخدام غرز قابلة للذوبان.
يمكن للمريض العودة إلى المنزل في غضون ساعات قليلة من اكتمال الإجراء، لكن يُنصح بممارسة نشاط بدني محدود لمدة 48 ساعة بعد الاستئصال.
ما هي التحضيرات التي يجب القيام بها قبل الاستئصال؟
بشكل عام تُعتبر التحضيرات بسيطة وسهلة، لكن يجب عليك تذكر ما يلي:
التوقف مؤقتاً عن تناول أدوية تسييل الدم بعد استشارة الطبيب قبل العملية بيومين إلى سبعة أيام لتقليل خطر النزيف.
إعلام طبيبك بجميع الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية الحالية.
يُنصح بالإقلاع عن جميع أشكال تناول النيكوتين وذلك لأن النيكوتين يُضعف الشفاء ويزيد من خطر حدوث المضاعفات.
الصيام الكامل عن الطعام والشراب قبل العملية بـ 8 ساعات أو حسب ما ينصح به طبيبك.
لضمان السلامة، يوصى باستشارة الطبيب الذي يصف الدواء قبل التوقف عن تناول أي دواء أو تغيير الجرعة.
ما هي الآثار الجانبية والمضاعفات المُحتملة؟
كما هو الحال مع أي إجراء طبي، هناك بعض التأثيرات الجانبية المُحتملة وهي تحدث في حوالي 10٪ من المرضى. هذه التأثيرات بسيطة غالباً مثل ألم في موقع الحقن، خدر أو وخز مؤقت في الساق والظهر يختفي عادةً في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر.
من الممكن أن يعاني المرضى من زيادة الألم في البداية بعد الإجراء بسبب إدخال القنية والمسبار في منطقة ملتهبة بالفعل ومؤلمة. هذا الألم عابر ويختفي في غضون بضعة أيام أو أسابيع ويمكن لإجراءات بسيطة مثل مسكنات الألم أو أكياس الثلج أن تكون كافية في السيطرة على هذا الألم. أما في حالة زيادة الألم أو أي أعراض مقلقة، يُنصح المرضى باستشارة طبيبهم المعالج.
أما المضاعفات الأكثر خطورة فهي مُحتملة أيضاً لكنها نادرة حيث تحدث في أقل من 1% من المرضى وتشمل تهيج جذر العصب وألم عرق النسا، نزيف في الحيز البطني، احتباس البول.
ما هي مميزات استئصال العصب الفقري القاعدي بالترددات الراديوية؟
تتميز تقنية التردد الحراري بمجموعة من المزايا التي تجعلها خيارًا مثاليًا لعلاج العديد من الحالات الطبية، منها:
دقة عالية: تُتيح هذه التقنية استهداف الأنسجة المراد علاجها بدقة عالية مع تقليل التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة.
فعالية كبيرة: حيث تُظهر الدراسات معدل نجاح يتجاوز 65% بعد ستة أشهر واثني عشر شهراً.
قلة المضاعفات: رغم أن المضاعفات واردة الحدوث إلا أنها خفيفة ومُحتملة في الغالب، بينما لا تتجاوز نسبة حدوث المضاعفات الخطيرة 1%.
فترة التعافي والنقاهة سريعة حيث يتمكن المرضى من العودة إلى منازلهم في نفس يوم العملية أو اليوم التالي، ويتمكن معظمهم من ممارسة نشاطهم الاعتيادي بعد مرور 48 ساعة.
هل يتم تغطية كلفة تقنية التردد الحراري Radiofrequency Ablation بالتأمين؟
تختلف التغطية التأمينية وفقًا للعقد بينك وبين شركة التأمين، لذا من الأفضل مراجعة شركة التأمين لمعرفة تفاصيل التغطية التأمينية الخاصة بك.
إذا كنت تعاني من آلام مزمنة في رقبتك أو ظهرك أو مفاصلك، فإن الاستئصال بالترددات الراديوية (RFA) هو أحد الخيارات التي يجب وضعها بعين الاعتبار.
يمكنك مناقشة هذا الخيار وفوائده ومضاعفاته المُحتملة مع طبيبك، كما يمكنك التواصل مع فريق IR-Care Clinic لمزيد من المعلومات حول هذا الإجراء.