أورام النسج الرخوة السليمة ودور الأشعة التداخلية في العلاج
- الرئيسية
- أورام النسج الرخوة السليمة ودور الأشعة التداخلية في العلاج
الأورام الحميدة أو السليمة في الأنسجة الرخوة (Benign soft tissue tumors) هي نمو غير طبيعي للخلايا في الأنسجة التي تدعم وتربط أجزاء الجسم المختلفة، مثل العضلات والأوتار والدهون والأوعية الدموية والأعصاب.
وكلمة "حميدة" أو "سليمة" تعني هذا يعني أن هذه الكتل أو الأورام لا تسلك مسلك الخلايا الخبيثة فهي تنمو في مكانها دون أن تنتقل إلى اماكن أو أعضاء بعيدة في الجسم.
هناك العشرات من أنواع أورام الأنسجة الرخوة. وتشمل بعض أنواع الأورام الأكثر شيوعًا:
الأورام الشحمية (Lipoma): وهي أورام التي تتكون من الخلايا الدهنية وقد تشمل أيضاً بعض الأوعية الدموية.
أورام غمد العصب (Nerve sheath tumors): وهي تتشكل على حساب الأنسجة الرخوة التي تحيط بالأعصاب وتدعمها.
الأورام الدموية (Hemangiomas): أورام تتكون من أوعية دموية إضافية.
الأورام الليفية (Fibromas): أورام مكونة من النسيج الضام الليفي.
الورم الليفي الحميد (Benign fibrous histiocytoma): أورام عبارة عن كتل ليفية قد تتطور في أي مكان في الجسم.
تعتمد الأعراض على مكان الورم وحجمه، وأيضاً تعتمد على مدى قربه من أنسجة حساسة ومهمة مثل الأوعية الدموية أو الأعصاب.
في العديد من الحالات لا يسبب الورم السليم أي أعراض تُذكر، لكن يمكن أن تشمل الأعراض -إن وُجدت- ما يلي:
تورم المنطقة المصابة.
ظهور كتل أو نتوءات تحت الجلد تشعر بأنها لينة أو طرية عند لمسها.
الألم إذا ضغط الورم على عصبٍ أو عضوٍ ما.
حدوث احمرار أو تغير في لون الجلد فوق الورم.
صعوبة في الحركة إذا كان الورم يضغط على العصب أو العضلة.
يجب تمييز أورام النسج الرخوة السليمة عن أي كتل غير ورمية مثل الخراجات أو كتلة النزف تحت الجلد، أو الكيسات بمختلف أشكالها وأنواعها.
يتم تشخيص أورام الأنسجة الرخوة عادةً من خلال:
الفحص السريري.
التصوير الطبي ويشمل الأشعة السينية (X-Ray)، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي المحوسب (CT-Scan)، لتحديد حجم الورم ومكانه والطبيعة الصلبة أو الكيسية والأوعية الدموية المرتبطة بهذه الكتلة.
الخزعة: أخذ عينة صغيرة من الورم لتحليلها تحت المجهر وتحديد نوعه.
يعتمد علاج أورام الأنسجة الرخوة على نوع الورم وحجمه وموقعه ومدى انتشاره وحالة المريض الصحية العامة.
في بعض الحالات لا يحتاج الورم إلى أي علاج؛ أما إذا سبب الورم السليم أعراضاً فغالباً ما سينصحك الطبيب بالجراحة لاستئصال الورم وأعراضه المزعجة.
في السنوات الأخيرة تطورت الخيارات العلاجية لهذه الأورام بشكل كبير، حيث برزت الأشعة التداخلية كأحد أهم التقنيات المستخدمة في علاجها أورام النسج الرخوة السليمة حيث يتم إدخال أدوات رفيعة عبر شقوق صغيرة في الجلد لتدمير الورم أو إزالته. تتميز هذه التقنية بعدم الحاجة إلى جراحة كبيرة، ووقت تعافي أسرع، ومضاعفات أقل.
تقنية الأشعة التداخلية (Interventional Radiology) هي ليست تقنية واحدة إنما مظلة ينطوي تحتها مجموعة واسعة من التقنيات التي تتطور بشكل متسارع مما يزيد من فعاليتها ويقلل من الآثار الجانبية المحتملة.
تبدأ عملية الأشعة التداخلية بتحديد موقع الورم بدقة؛ بعد ذلك، تُدخل إبرة دقيقة إلى الورم عبر الجلد مع توجيهها بشكل دقيق بواسطة أجهزة التصوير الطبي مثل الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية.
هناك طريقتين أساسيتين لعلاج أورام التسج الرخوة السليمة وهما:
الكي بالتردد الحراري (Radiofrequency Ablation): حيث يتم الاعتماد على الحرارة العالية لتدمير الخلايا الورمية النشطة، ويُستخدم بشكل شائع لعلاج الأورام الصغيرة والمتوسطة.
الاستئصال بالتجميد (Cryoablation): حيث يتم حقن مادة شديدة البرودة (مثل النيتروجين السائل) إلى الورم، هذه المادة تعمل على تشكيل كرة ثلجية تدمر الخلايا الورمية. يمكن تتبع كرة الجليد التي تتشكل أثناء العملية بالتصوير الشعاعي، وبالتالي تحديد حواف منطقة تدمير الأنسجة بشكل دقيق والحفاظ على سلامة الأنسجة السليمة المحيطة بالورم.
نقطة ثانية يجب ذكرها وهي أن الاستئصال بالتبريد لا ينطوي على ألم شديد وبالتالي يمكن إجراؤه تحت التخدير الموضعي أو التخدير الخفيف وليس تحت التخدير العام.
تُعدّ هذه التقنيات طفيفة التوغل، مما يعني الابتعاد عن الجراحة التقليدية وتقليل مخاطر المضاعفات المرتبطة بها. كما أن الألم يكون بسيطاً ومحتملاً وفترة النقاهة قصيرة بالمقارنة مع الجراحة التقليدية.
من جهةٍ أخرى تتميز تقنيات الأشعة التداخلية بشكل عام بدقتها العالية وقدرتها على استهداف الورم مع الحفاظ على سلامة الأنسجة المحيطة به.
تختلف معدلات نجاح الأشعة التداخلية في أورام النسج الرخوة بحسب نوع الورم ومكانه وحجمه، ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات معدلات نجاح عالية وخاصة فيما يتعلق بتسكين الألم وتحسين مدى الحركة والسماح للمرضى بالعودة إلى أنشطتهم الطبيعية بشكل أسرع.
أما بالنسبة للمضاعفات فهي نادرة ومحتملة، وغالباً ما تقتصر على أعراض مؤقتة مثل الألم أو الاحمرار أو التورم في موقع الإبرة. لكن بالتأكيد يجب مناقشة كل المضاعفات المُحتملة قبل اللجوء إلى أي تداخل طبي.
تختلف التغطية التأمينية وفقًا للعقد بينك وبين شركة التأمين، لذا من الأفضل مراجعة شركة التأمين لمعرفة تفاصيل التغطية التأمينية الخاصة بك.
إذا كنتَ واحداً من الأشخاص الذين يعانون من أعراض تتعلق بأورام الأنسجة الرخوة السليمة يجب مراجعة الطبيب وتحديد المشكلة بدقة، وفيما إذا كانت الأعراض مرتبطة بحالة سليمة أو بحالة أكثر خطورة... بعد ذلك يجب أن تعرف كل خيارات العلاج المتاحة والتي تشمل الطرق الكلاسيكية مثل الجراحة أو الطرق الأكثر تطوراً مثل الاستئصال بالأشعة التداخلية.
يمكنك التواصل مع طبيبك الذي يتابع حالتك، أو الاتصال بفريق IR – Care Clinic لمعرفة المزيد حول التقنيات المتطورة التي نقدمها، وتحديد الخيار المناسب لك.